بين قرب وفراق

هاشم محمد العريبي

 

لا الصحو يأتي ولا الكرى

ولا الصبح يؤنسني ولا المسا

لا شيء يمزقني سوى التفكير والنوى

ولم يقتلني غير تحطيمك لهذا الهوى

لم اذق مرّ العذاب يوما

ولم اعرف ما يعنيه الجوي

حتى أتيتي وطرقتي باباً مغلقا

وأملت أني قط لم أفتحا

سرت وسار الهم على شكل صدى

وتساءلت “ما هو المبتغى؟”

أحيا الأيام صابراً مترقبا

جالساً متأملاً، لكن على غير جدوى

فلا القلب يرجع ينبضا

ولا العين تكحل باللقى

خمرتك سراً بقلبي ولم ابوح به يوما

وإن ذكرتك فالذكر يهدي من ظَلّا

لا الأنفاس لها معنى

ولا الأيام في هذه الدنيا

فما العيش بلا ذكر الصبابةَ؟

وما الوجد بلا بعد وفراقا؟

جئتك يا عيون الشمس آملا

لعل الجَنان يَرِفُ ويُسترجع ما مضى

أنا الجارف الشَموس أمامك باكيا

أتيتك من باب الأطلال مترقبا

أتيت بعد تفكيرٍ وشوقٍ طاغيا

آملاً ألا اعود فارغ الأيدي خائبا

أترصد طيب القلب ومكارم الأفاضل

فما لغيرك مكرمة يا بنت التأصل و الأثيل

لكني عدت مملوء الأيدي بالندم

فليتني لم اقربك ولم أطلبا

نار الحطب تحرقني ولا اهتم لها

لكن نار الهيام تؤلمني دائمًا أبدا

المرحلة الثالثة

قسم القانون – جامعة تيشك الدولية – أربيل

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *